الاثنين، فبراير 08، 2010

المشروع الإسلامي وحضوره في الأذهان

قد يعد ترتيب عقل الإنسان ترتيبا سليما وكذلك ترتيب حياته وفق المعطيات الاجتماعية الراهنة أمرا بالغ الأهمية والصعوبة على حد سواء.. فلا وجود لأحد يريد أن يدرك معنى للحياة دون هذين الأمرين.

وتختلف أولويات ترتيب العقل ترتيبا سليما من إنسان لأخر وفق عوامل تتغير بتغير الزمان والمكان.
لكن تظل الأولوية الثابتة لدى العاملين في الحقل الدعوي رغم كل التغيرات هي نهضة هذه الأمة وحضور ذلك في الأذهان وتجسيده في الميدان .
هنا يتضح الفرق بين الإمام البنا رحمه الله وبين المجددين والمصلحين منذ أن سقطت الخلافة وحتى زمانه فالمشروع الإسلامي بكل أبعاده كان حاضرا في مخيلته كما استطاع تجسيده في عقول وقلوب المئات والألوف من أبناء جيله ..وبقاء الحركة الإسلامية إلى الآن واتساع مداها يوما فيوما دليل واضح على عمق فهمه وبعد رؤيته وصدق نيته وكذلك نفس الفهم والبعد والصدق في الأجيال التي حملت الراية من بعده.

فلا ينبغي بأي حال من الأحوال أن تحضر عوامل وأبعاد واستراتيجيات نهضة الأمة وقيامها في أذهان القادة فقط ولا أن تظل هذه العوامل والأبعاد و الاستراتيجيات كلاما نظريا لا يجسده أي واقع عملي في خطوات ملموسة مدروسة يدركها ويصوغها كل من يريد الإسهام في النهضة وهنا تبرز قيم تعزز التكامل بين أبناء الحركة وقادتها.
حضر هذا الدور أو غاب لا يعفي أحدا من أن يسأل نفسه:
1) هل نضع نصب أعيننا عبر رسالتنا في هذه الحياة أننا نسهم في نهضة هذه الأمة وقيام مشروعها الإسلامي؟
2) هل يطالع كل منا عوامل نهضة الأمة في الماضي وأسباب تراجعها في الحاضر وما دوره في ذلك؟
3) هل نقارن عوامل القوة والنهوض في المشاريع الأخرى المطروحة على الساحة كالمشروع الصهيوأمريكي وكذلك المشروع الإيراني؟
4) هل ندرس ما هي الإمكانات والمهارات والوسائل والتكاليف والمراحل والسياسات والمعوقات والنتائج الخاصة بقيام المشروع الإسلامي ونهضة الأمة؟

إن حالة النجاح الكلية التي تنص عليها الخطة الراهنة للحركة الإسلامية والتي وصلت مرحلتها الأخيرة من أنها تريد
" صفا ربانيا متماسكا قدوة .مؤهلا ومؤثرا في المجتمع يمكن الحركة من إرشاده وريادته بما يزيد التزامه بالإسلام كمنهج حياة .واستنهاض جهوده للإصلاح الشامل وفق مشروعنا الإسلامي ودعم قضايا العالم الإسلامي والعمل العالمي " يزيد التبعة على أبناء الحركة في السنوات القليلة المتبقية من عمر هذه الخطة والتي لا يستطيع أحد التنبؤ أو الرهان على عدم الوصول إليها في ظل عالم باتت المتغيرات فيه أكثر من الثوابت.

إن الاحتشاد الكمي في الساحة الإسلامية كبير جدا بالنسبة للاحتشاد النوعي ولا يمكن للمشروع الإسلامي أن يقوم ولا للأمة أن تنهض بدون تشكل الكتلة النوعية الحرجة المطلوبة لنهضة الأمة في كل المراحل والمواقع والميادين. هنا يستطيع كل منا أن يدرك مكان ومقدار إسهامه في نهضة الأمة.