الثلاثاء، يونيو 28، 2011

حبٌ في المخيم

عقد قسم الطلاب المركزي في الفترة من 23-25 من هذا الشهر مخيمًا لمشرفي ومسئولي العمل الطلابي على مستوى القطر المصري بعنوان "انطلاقة نحو الريادة" بهدف وضع رؤية لانطلاق العمل الطلابي بكل شرائحه ومستوياته في المرحلة المقبلة والتوافق حولها وتبنيها كما كان يهدف إلى تفعيل التكامل بين شرائح العمل الطلابي المختلفة و تم عرض تقرير عن وضع العمل الطلابي خلال العام الماضي، وأثناء المخيم كان هناك عدد من ورش العمل الخاصة بأهداف المخيم وبتطوير العمل الطلابي بشكلٍ عام، ومع نهاية المخيم تم استعراض بعض التجارب المميزة في بعض الجامعات، وخرج المخيم بتوصيات لكل الشرائح المتماسة مع العمل الطلابي.
كل هذا كان جميلا ومميزًا حقا غير أن الأجمل من وجهة نظري هو هذا الحب الذي كان يسود المخيم في كل لحظاته تقريبًا فتشعر بتآلف بين هذه القلوب والأرواح لا يعبر عنه إلا قول الله تعالى "وَألَّفَ بَينَ قُلوبِهِم لَو أنْفَقتَ مَا فِي الأرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفتَ بَينَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِّنَّ اللهَ أَلَّفَ بَينَهُم "
فإذا نظرة العين و خفقة القلب وبسمة الوجه ولمسة اليد ترانيمٌ من التعاطف والتألف والتراحم .
وكيف لا ؟! وهذه القلوب النقية الصافية مع غيرها هي التي حملت تنفيذًا لا إشرافًا أعباءَ صمود العمل الطلابي وتبليغ رسالته في داخل جامعات مصر وخارجها طيلة زمان غروب الشمس، وسيلة تواصلهم الوحيدة آنذاك " اللهم إنك تعلم أن هذه القلوب قد اجتمعت على محبتك، والتقت على طاعتك، وتوحدت على دعوتك، وتعاهدت على نصرة شريعتك، فوثق اللهم رابطتها، وأدم ودها، واهدها سبلها، واملأها بنورك الذي لا يخبو، واشرح صدورها بفيض الإيمان بك، وجميل التوكل عليك، وأحيها اللهم بمعرفتك، وأمتها على الشهادة في سبيلك، إنك نعم المولى ونعم النصير ".
كنا نستيقظ في كل ليلةٍ على تغريد يبعث في النفس الجد والعزم....
يا رجال الليل جِدُّوا ..... رُبَّ صوتٍ لا يُرد
ُلايقوم الليــــل إلا ...... من له عزمٌ و جِد

فيتبع هذا النداء أسراب الرجال يشقون ظلام الليل شقًا يشع منهم النور والأمل والحياة ،تستشعر أُنس الملائكة بطول الطريق من المبنى إلى المسجد.
في هذه اللحظات توقن أن " العبادة طاعة طوعية ، ممزوجة بمحبة قلبية ، أساسها معرفة يقينية ، تفضي إلى سعادة أبدية " كما يقول ا.د/ محمد راتب النابلسي أطال الله عمره.
وبعد فترة قليلة يقطع خلوات المستغفرين بالسحر عذوبة الفجر ثم الخواطر والأذكار ولن ننسى ما تعاقب الليل والنهار خاطرة "ليت لي ما لسعدٍ من رجال".
استوقفتني أيضا روح المرح والمداعبة التي كانت تعطر الأجواء بين الحين والآخر .... فحين صفق الحاضرون بحرارةٍ لأخيهم الذي ناشد د/ مجمود أبو زيد بألا تكون فضائية الإخوان الجديدة حِكرًا على المحترفين والقاهريين وأن يكون هنالك نصيبٌ لمن هم في محافظات مصر المختلفة ولمن هم في الريف والقرى والنجوع من الإخوان ، رد عليه الدكتور بأدب وتواضع جم وإذا به يقول للحضورمنتهيا بكل تلقائية:" لما لم تصفقوا لي أنا أيضا " فإذا البهجة تعم المكان.
لطيفة هي اللقطات المرحة التي كانت في المخيم كتميمة إخوان والأخ الصيني وغيرها والتي يغلفها جميعا رقة الروح وخفة الظل.
رافق كل ذلك عمل جاد ومثمر أثناء ورش العمل وأفكار تتلاحق وتتلاقح لِتُنضِجَ أفكارًا تعكس لا محالة غدًا أكثر ابتسامًا.
وقبل الختام ...
يؤكد شباب الإخوان_ وكل الحضور شباب_ على أن هذا التموذج من الشباب الذين حضروا هم حقًا شباب الإخوان ملتفون واثقون في قادتهم مجددين لهم البيعة والطاعة ....هتافهم:
الكفوف في الكفوف ........ فاشهدوا عهودنـــا
الثبات في الصفوف ......... والمِضــاء والفنا
ء
ثم تحين لحظاتُ الختام....
لحظاتٌ ما كان لها أبدا أن تمر بغير دموع على لحظات كان يزداد فيها الإيمان في كل لحظة..... فبدت وكأنها أيام من الجنة.

الخميس، مارس 31، 2011

في هدوء





لا يمكن فصل ماضي الحركة الإسلامية الطويل عن ما بدأت تحصده اليوم من ثمار ، لكن أحدا لا يستطيع أن ينكر أن مبادرات ذاتية فارقة قام بها الشباب منذ بدء الثورة وحتى الآن ..... عجلت حصاد بعض من هذه الثمار.
لحظات فارقة تلك التي يحياها طلاب التيار الإسلامي في هذه الأيام
مع بدء حراك انتخابات الاتحادات الطلابية التي لا يشطب منها طلاب التيار الإسلامي وقد غابوا عنها أغلب سنوات العهد البائد وكانت تقمع أنشطهم حينا وتمر أحايين أخرى بمجالس تأدبية وفصل وحرمان من دخول الامتحانات ودروب وألوان من التعسف والضغط من أمن الدولة بيد أغلب رؤساء الجامعات و عمداء الكليات و بعض أعضاء هيئة التدريس الذين تحولوا جميعا عن تلك المواقف واعتذروا متعللين أنها كانت ضغوط ، ليتهم ما تحولوا أو حتى استقالوا مباشرة بعد سنوات خصموا فيها من رصيدهم ومن رصيد الجامعات المصرية ... لكان هذا سيدلل على أنهم أصحاب مبادئ و رؤى .

على أية حال لا تعبر النتائج الأولية ولن تعبر النتائج النهائية عن فوز كاسح لطلاب الاخوان المسلمين في انتخابات الاتحادات الطلابية وستعكس بشكل أو بآخر نسبة تأثيرنا الحقيقية في المجتمع الطلابي ويرجع ذلك لأسباب عدة منها على سبيل المثال:-
• عدم تدرب طلابنا علي العمل الرسمي وغيابهم عن خوض هذه الانتخابات لسنوات وسنوات داخل أروقة الجامعات المصرية
• المفاجأة بفتح كل المسارات الرسمية أمامهم مرة واحدة وقد كان معظمها موصدا.
• ضعف الاتصال بعموم الطلاب فضلا عن التأثير فيهم .
• الاعتماد على الملكات الذاتية والمواهب الخاصة لكوادرنا الطلابية دون وجود خطط واضحة لتطوير وتنمية هذه المواهب والملكات.
• الإفراط في المركزية في إدارة العمل الطلابي.
• ندرة الأفكار والإبداع نتيجة لغياب مناخ الحرية طيلة السنوات الماضية.

لا يمكن الجزم أن هذه الأسباب تعاني منها كل جامعات القطر.. غير أن لها صدىً في أغلبها تعكسه النتائج الأولية, وإذا أردنا تحقيق شراكة رائدة مع الطلاب فلابد لنا من:-

• مشاركة عموم الطلاب في كل القضايا و الاحداث و الفعاليات الطلابية.
• الإهتمام بالتفوق لمحوريته في العمل الطلابي .
• إكتشاف المواهب وتنميتها من خلال متخصصين .
• العمل على تميز طلابنا لضمان تأثيرهم في المجتمع .
• المبادرة بالإتصال بالكيانات والتيارات الأخري للتحرك المشترك و تكوين جبهات مشتركة للتفاعل مع القضايا الطلابية و العامة.
• السعي لامتلاك الريادة الإسلامية و الريادة المجتمعية وسط الكيانات المختلفة.
• تقديم رموز و قدوات إخوانية من الطلبة والطالبات للعمل العام في المجتمع الطلابي بل وعموم المجتمع .
• تشجيع طلابنا على المبادرات الفردية و العمل في المسارات المختلفة.

في هدوء أخي الطالب لا تكن... أصعب ما في الحياة ولا تكن أسهل ما فيها ولكن كن أنت الحياة في أسمى معانيها!

الأربعاء، أكتوبر 20، 2010

نحو التفوق


قد تكمن مشكلتنا أحيانا أننا في هذه السن المبكرة لا ندري ماذا نريد
نسير مع الذين يسيرون وتسلمنا الأيام يوما ليوم وعاما لعام حتى تمضي أجمل سنوات حياتنا ألا وهي فترة الجامعة ونحن لا ندري" ماذا نريد؟"
لذا أردت أن نحدد سويا في بداية هذا العام ماذا تريد أن تصل إليه في نهاية العام ؟ وكيف تصل؟

أرى أن العام الدراسي قد بدأ منذ شهر أو أكثر قليلا ولا داعي إطلاقا أن تشعر أن هنالك في الوقت متسع
لذا بداية عليك أخي الطالب أن تقف وقفة متأنية مع نفسك تستحضر فيها العام الماضي وتسأل نفسك هذه الأسئلة بكل مصارحة ونضج.. فأنت الراغب في التميز!!!

ســـ1 هل كان لك في العام الماضي هدف واضح و محدد تود الوصول إليه ؟ ما هو؟
ســ2 ما مدى التزامك بحضور المحاضرات و السكاشن العملية العام الماضي؟
ســـ3 هل كنت تذاكر أولا بأول ويوما بيوم ؟
ســـ4 هل كنت تقوم بتسليم التقارير والأبحاث أو اللوحات أو غير ذلك على مدار العام بانتظام؟
ســـ5 ما مدى تنظيمك لوقتك واستغلالك للأوقات البينية ؟

إذا استطعت الإجابة على هذه الأسئلة بدقة ستجد هذا هو تقديرك العام الماضي وبنفس الدقة.
لذا إذا أردت أن تغير واقعك أو تحسنه ينبغي أن تقف مع كل سؤال وتحلله في بداية هذا العام لتضع أمام عينيك نقاط قوتك وضعفك
أولا: ما هو هدفك هذا العام ؟
و الهدف يختلف من فرد لآخر وفق معطيات وطموح الأفراد المعنوية والمادية والحضارية.
المهم أن يكون هدفك في بداية هذا العام واضحا أمام عينيك طوال العام, وأن يكون قابلا للتحقيق, وأن يكون طموحا.. فعلى سبيل المثال: الطالب الذي حصل في العام الماضي على تقدير مقبول يضع لنفسه هدفا هذا العام أن يحصل على تقدير جيد جدا. أما الذي حصل على تقدير جيد جدا يطمح أن يحصل هذا العام على تقدير امتياز وأن يكون من العشرة الأوائل على الدفعة, وهكذا...
وتذكر أنه لابد وأن تكتب هدفك في خطة مكتوبة وفق جدول زمني للوسائل التي تساعدك في الوصول إلى ذلك الهدف.. فهدف بلا خطة مكتوبة = مجرد رغبة.

ثانيًا : ما مدى التزامك بحضور المحاضرات و السكاشن العملية العام الماضي؟
إن حضور المحاضرات وكذلك السكاشن للطالب بمثابة القضبان للقطار ولا تصغي سمعك إلى من يقولون أننا لا نفهم من الدكتور فلان إذا فلا فائدة من الحضور, وخاطب نفسك قائلا لها " إن لم أفهم اليوم أفهم غدا" ناهيك أنك لن تكون بحاجة إلى البحث عن الطلاب الذين حضروا جميع المحاضرات لتتعرف منهم على ما قد تم شرحه على مدار الترم وأين المواضيع إلي اهتم بها الدكتور, فأنت الآن وفي هذا العام من يبحث عنه الطلاب ليقوموا بتصوير محاضراته وسؤاله والالتفاف حوله فأنا شخصيا كن صديقا لأول دفعتنا في الكلية , وأكاد أجزم أنه لم يتغيب عن محاضرة أو سكشن طوال الخمس سنوات التي قضيناها في أعوام الدراسة... هذا هو الفارق.

ثالثا: المذاكرة أولا بأول:
كثير منا عندما يستلم من المراقب ورقة الأسئلة في لجنة لامتحان وينظر النظرة الأولى يرى أنه سوف يستطيع الإجابة على أغلب أسئلة الامتحان, وعندما يبدأ في الإجابة على الأسئلة تراه بدأ يعرق ويتوتر ولسان حاله :" والله أنا كنت مذاكر الجزئية دي" هو حصل إيه؟ فين الجواب؟!!!
ويخرج من اللجنة وهو يضرب كف على كف يقول: "اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت" و " الذنوب تحرم الأرزاق" إلى آخر هذا لكلام الطيب, ولكنه نسي أمرا مهما , ألا وهو أنه أول مرة يقرأ المادة قبل الامتحان بأيام وفي بعض الأحيان إذا كان هنالك أيام الامتحانات ثلاثة أيام فواصل بين المادة والأخرى هناك من يستريح اليوم الأول لأنه مرهق من الامتحان ويبدأ في فتح المادة لأول مرة في اليوم التالي, وليلة الامتحان يفهم المادة كاملة ويحفظها ويراجعها كاملة, ويخرج من اللجنة وهو يقول :"الذنوب تحرم العلم". نعم الذنوب تحرم العلم لكن كذلك التميز والتفوق والنجاح مرهون بجد وعزم واجتهاد وحسن إعداد طوال العام, فلا يمكن أن يستوي عند الله ولا في موازين الدنيا –النتيجة النهائية-من يذاكر أولا بأول, ومن يذاكر لينجح.
واعلم أخي الطالب أن لكل صناعة مهارة وكذلك المذاكرة, فهي مهارة ينبغي أن تحرص على تعلمها.. ولو فقه القائمون على تطوير التعليم أثر تعلم مهارات المذاكرة على الطلاب, لكانت أول ما يدرس في بداية كل مرحلة جديدة ولكن أمتنا أمة لا يراد لها النهوض.
فالإنصات إلى المعلم فن وبينه وبين حفظ المعلومات في مخ الإنسان علاقة.. والقراءة مراحل.. وللحفظ طرق.. والتسميع تأمين.. والمراجعة صمام الأمان..والإجابة في ورقة الامتحان مهارة وفن.
كذلك متى تذاكر, وكيف تركز, وكيف تنهي جلسة المذاكرة نهاية صحيحة... كل ذلك فنون ومهارات ينبغي أن تتعلمها.

رابعًا: تسليم التقارير والأبحاث أو اللوحات أو غير ذلك مما كلف به الطالب كلٌ حسب كليته وتخصصه:
لا يقل أهميةً هذا العنصر في منظومتنا الخماسية نحو التفوق عن ما سبق, وباختصار غير مخل: إذا أردت الحصول على الدرجة النهائية في التقرير أو البحث أو اللوحة المطلوبة منك لابد وأن تبدأ في إعدادها من فور ما طلبت منك , هذا إن كنت ممن يرغبون في الامتياز, أما من يرغب في ما دون ذلك أنصحك بأن لا تدع تقريرا أو بحثا من غير أن تقوم بتسليمه في موعده ولو بنسبة أداء 50% أو حتى أقل.. فثمة فارق بين من اعتاد النسليم, ومن اعتاد التسويف.

الوقفة الأخيرة:مع تنظيم الوقت نخصص لها مقالا أخر بإذن الله عز وجل لمحوريته في هذا الموضوع وفي حياة الإنسان بصفة عامة.يقول مالك بن نبي رحمه الله إن الأمم الكسولة لا تستطيع سماع صوت خطوات الوقت الهارب.
..
و ختاما تذكر جيدا أن انصاف الجهود لا تأتي إلا بأنصاف النتائج
.
.

الأحد، يونيو 20، 2010

الانتقال من الآخرة إلى الدنيا



لعل أول ما يجب كتابته في هذه التدوينة هو الاعتذار عن عدم الكتابة طيلة الأيام الماضية بسبب ترتيبات الزواج فبقدر ما في الأمر من يسر وتوفيق بقدرما فيه من إجهاد وإعداد وترتيب ومنظومة عائلية فوجئت ولأول مرة أني ملزم بما تفرضه من أعراف وخواطر وأصول وفروع احتراما لأبجديات الهرم العائلي وتقديرا لأواصر الرحم.
لعل الجميل في الأمر أن عائلة كاملة " أب وأم وإخوة وأعمام وأخوال وأبنائهم وبناتهم" كلا يساعد بحب وإخلاص ورحابة صدر في تأسيس بيت مسلم مما يضع نصب أعيننا مجددا لبنة البيت المسلم في المجتمع المسلم ويذكرنا بما قاله الإمام البنا رحمه الله (ونريد بعد ذلك البيت المسلم في تفكيره وعقيدته وفي خلقه وعاطفته وفي عمله وتصرفه ونحن لهذا نعني بالمرأة عنايتنا بالرجل ونعني بالطفولة عنايتنا بالشباب وهذا هو تكويننا الأسري).
دروس كثيرة تتوالى علي كل يوم من يوم الخطبة وإلي يوم البناء ومواقف كثيرة يتعدد فيها الصواب وأخرى أراها بسيطة يراها غيري غير ذلك وأخرى أراها غير ذلك يراها غيري كذلك. وصدق د/عبد الكريم بكار حين قال: من أن تنوع ما هو متاح، جعل الأشياء التي ترضي الجميع قليلة وبذلك تم فتح مجالات جديدة للاختلاف.
كل هذا جعلني في دوامة عجزت فيها عن نظم المشاعر فضلا عن الكلمات. فقد كنت في الماضي من الأيام مبحرا بقارب صغير على ضفاف النيل، أراني اليوم مبحرا بأسطول في المحيط لا أرى الشاطئ ولا أدري أين هو ولا متى الوصول؟
كثيرا ما كنا نسمع من إخواننا وأساتذتنا ونحن طلاب أن سنوات الدراسة أعوام خصبة للتفوق والبذل الدعوي حيث تتوفر كل المقومات لذلك "الحماسة - الوقت – سبل العلم - الرفقة الصالحة - عدم وجود مسئوليات حياتية أو أعباء مجتمعية" وغير ذلك من المقومات، اليوم واليوم فقط أدركت صحة هذه الكلمات.
فقد كان يومنا يبدأ بصلاة الفجر وأحيانا يبدأ قبل الفجر بقيام أو استغفار ثم قراءة للقرآن والأذكار يعقب ذلك حضور للمحاضرات إلى أن يحين موعد صلاة الظهر فتجد العشرات يتجهون إلي مسجد قسم الهندسة المدنية وبعد الصلاة ترى الوجوه تتصافح لتبث الدفء في القلوب وتجد ساحة المسجد وأمام المسجد حلقات نقاشية إما في أمور علمية أو دعوية أو شوق وترحاب ليس أكثر وهذا في كل يوم يا لها من مشاعر كانت صادقة !!!!
وباقي اليوم لا يخلو من الانشغال بتحصيل دراسي وأمور دعوية وتفكير لدين الله وتزاور في الله وسهر علي مصالح المسلمين ومطالعة لأخر أخبار العالم وأمور المسلمين فيه يتخلل ذلك قراءة خارجية منتظمة وباقي الأوراد والأذكار .
وتري عبر يومك في الوجوه أمارات إخلاص وصدق مع الله ووجوه أخري تراها تتطلع لغد أفضل وأفكار وإبداعات ومعان في التواصل ولمسات شخصية وتكافل وتكاتف تنسي معه أنا نعيش في الزمان الصعب.
كل ذلك يتفاوت من مكان لأخر ومن زمان لأخر ومن شخص لآخر غير أن ما لا تفاوت فيه ما تلمسه من وفاء ترتوي منه الورود وعيون بالحب دوما تجود.
منذ أيام اتصلت بأخ لي لطالما قضيت معه أوقاتا طيبة لم أسمع صوته منذ فترة وبسبب الغيبوبة التي كنت أمر بها انتبهت لذلك متأخرا فبادرته بالسؤال عن حاله وأين هو؟ كنت أسأل عن المكان فأجابني بأنه في سنوات الضياع معقبا بسنوات ما بعد التخرج فأعجبت بتعبيره وأدركت أنه بدأ يشعر بالفارق الهائل في الانتقال من دنيا إلي دنيا أومن الآخرة إلي الدنيا _إن صح التعبير_ رغم أن الفاصل هو سور الجامعة أو سور المدينة الجامعية .
زارنا أخ لنا لم أره وأنا طالب وإن سمعت عنه قليلا حل بيننا كالطيف موصيا.. ورحل عنا سريعا كالنسيم.. مسافرا فأوصانا في لحظات قائلا.. بأنه أثناء هذه الزيارة شعر بروح من اليأس دبت في النفوس والعزائم وكثرة الترداد للكلمات المحبطة من "أنه لم يعد يوجد.. هذا كان زمان.. الأوضاع تبدلت" إلي غير ذلك من هذه المترادفات وقال لنا لم لا يكن كل واحد منا حارسا لقيمة أو خلق أو سلوك يعرف به وتعرف به .. يحيا به وتحيا به.. واستأنس بمطلع خطب الشيخ كشك رحمه الله "ياحماة الدين ويا حراس العقبدة" وأخذ يعدد أصحابا له كل منهم يحرس قيمة أو سلوكا أو خلقا ويذكر مواقف لهم منذ أن كانوا طلابا وإلى الآن تبين حقا أنهم حماة لهذا الدين وحراس لهذه العقيدة.

الثلاثاء، مارس 09، 2010

أيام الزمن الجميل


كثيرة هي اللحظات الطيبة الجميلة التي تمر بنا في الحياة غير أن جملة من الأيام والشهور بل والأعوام تمر بالمرء حين يتذكرها يشعر بأن كل لحظاتها كانت جميلة ليطلق عليها أيام الزمن الجميل شعور لا يتكرر كثيرا في سنوات الحياة فإن تتجدد أياما أو حتى شهورا جميلة، أتري تمر بنا أعواما كاملة مرة أخري نطلق عليها أيام الزمن الجميل ؟؟؟؟

أيام قضيتها في الجامعة مرت مر السحاب، مرت مرور الطير في حقل الورود، مرت وقد مضت سنة الله عز وجل أن الذي يمضي لا يعود.

قبيل انتهاء الفرقة الرابعة لي في كلية الهندسة وأثناء فترة مشروع التخرج قابلت أخا لي في طرقات المدينة من الإسكندرية كنت ولازلت أحبه كثيرا وآنس برأيه وكثيرا ما كنت أحب الصلاة خلفه في مسجد المدينة الجامعية، فأخذنا نتبادل أطراف الحديث وأثناء حديثه قال لي ما رأيك في أن نذهب لطلاب الفرقة الإعدادية نجلس معهم سويا ؟ قلت له لماذا؟؟ فرد قائلا: قد مررنا بتجربة طيلة خمس سنوات فما رأيك في أن ننقل لهم دروس هذه الرحلة الجميلة لنوفر عليهم وقتا وجهدا و...... فتكون تلك رسالة منا إليهم في مقتبل الرحلة تتوارثها الأجيال.

حينها خلصنا إلي دروس كثيرة خاصة وعامة حرصت آنذاك علي تدوينها لتبقي شاهدة مسطرة لرحلة الزمن الجميل ,ولن يتسع المقام ولا المقال لذكرها كلها لكنني سأذكر منها شموعا لم ولن تنطفىء.

لو تصورنا أن كل واحد منا يقف أمام لوحة ضخمة بيضاء وقد طلب منه أن يرسم عليها بفرشاته الخاصة مستخدما جملة من الألوان المختلفة ’تلك الألوان هي خياله وذوقه وعلمه وأخلاقه وخبراته وطموحاته وأحلامه......من تلك الألوان سيخرج لنا لوحة فنية تأسر العين وتبهر الناظرين.

تلك اللوحة هي حياته وإنجازاته فكيف يعمل؟؟؟ إن عليه أن يقوم بالعديد من المبادرات الشخصية والتي منها:


1) أن لا أبدأ يومي بدون قائمة إنجاز يومية مهما كانت الظروف، فالساعة الأولى من اليوم هي الضابطة لليوم كله.
2) أن أحمل دائما مفكرة أدون فيها خواطر يومي والأفكار الجديدة التي أسمعها أو تطرأ علي ذهني والذكريات الجميلة التي لا أحب أن أنساها والملاحظات التي أراها مفيدة لي في رسم لوحة الحياة الخاصة بي.
3) أن أحفظ ذاتي من التشتت من خلال التركيز في مجال واحد وعمل واحد ومن خلال الاهتمام بشيء واحد.
4) أن أضع لنفسي أهدافا وأن أبذل جهدي من أجل اكتشاف الطريق الأفضل للوصول إلي تلك الأهداف.
5) أن أحاول اكتساب عادات جديدة جميلة فلا تمر حياتنا ويومنا ليس فيه جميل دائم وجميل يتجدد.
6) أن الاهتمام والعزيمة والصبر والمثابرة والهمة والطموح صفات لا يستغني عنها أي شخص يريد أن يحقق نجاحا فتلك هي العدة في الشدة والرخاء.
7) أن لا أستمع ولا أطلق "الرسائل السلبية" فنحن في حاجة دائما إلي أصحاب النقد البناء والعمل الدؤوب والعزيمة التي تشعل في النفوس فتيل الأمل وتدفع نحو العمل.
8) أن أعبر عن الدعوة والفكرة التي أنتمي إليها في أجمل صورة وفي أسرع وقت.
9) أن أقيم نفسي وفق أهدافي من وقت لأخر وأن أستفيد من أخطائي وأعدل المسار سريعا نحو الأفضل و أن التقييم الفعال مبني علي أرقام وإحصاءات لا علي تصورات وانطباعات.
10) أن أستشير كل من سبق له التجربة ولديه رصيد خبرة فرب كلمات قليلة توفر سنوات طويلة من التجربة وسلوك الطرق المسدودة.
11) أن ابتسامة لا تكلف شيئا تصنع الكثير.
12) أن الله يوفق العبد متي علم منه الإخلاص.

ما أعظم أن ننظر إلي كل لحظة من عمرنا علي أنها (لمسة فرشاة) ومع كل لمسة يولد جزء من اللوحة العظيمة ,وهذا يعني أن صورة ما نريد الوصول إليها متألقة في عقولنا ومتوهجة في نفوسنا ,ولهذا فنحن نسير نحوها بثقة وتفاؤل وعزم.




الاثنين، فبراير 08، 2010

المشروع الإسلامي وحضوره في الأذهان

قد يعد ترتيب عقل الإنسان ترتيبا سليما وكذلك ترتيب حياته وفق المعطيات الاجتماعية الراهنة أمرا بالغ الأهمية والصعوبة على حد سواء.. فلا وجود لأحد يريد أن يدرك معنى للحياة دون هذين الأمرين.

وتختلف أولويات ترتيب العقل ترتيبا سليما من إنسان لأخر وفق عوامل تتغير بتغير الزمان والمكان.
لكن تظل الأولوية الثابتة لدى العاملين في الحقل الدعوي رغم كل التغيرات هي نهضة هذه الأمة وحضور ذلك في الأذهان وتجسيده في الميدان .
هنا يتضح الفرق بين الإمام البنا رحمه الله وبين المجددين والمصلحين منذ أن سقطت الخلافة وحتى زمانه فالمشروع الإسلامي بكل أبعاده كان حاضرا في مخيلته كما استطاع تجسيده في عقول وقلوب المئات والألوف من أبناء جيله ..وبقاء الحركة الإسلامية إلى الآن واتساع مداها يوما فيوما دليل واضح على عمق فهمه وبعد رؤيته وصدق نيته وكذلك نفس الفهم والبعد والصدق في الأجيال التي حملت الراية من بعده.

فلا ينبغي بأي حال من الأحوال أن تحضر عوامل وأبعاد واستراتيجيات نهضة الأمة وقيامها في أذهان القادة فقط ولا أن تظل هذه العوامل والأبعاد و الاستراتيجيات كلاما نظريا لا يجسده أي واقع عملي في خطوات ملموسة مدروسة يدركها ويصوغها كل من يريد الإسهام في النهضة وهنا تبرز قيم تعزز التكامل بين أبناء الحركة وقادتها.
حضر هذا الدور أو غاب لا يعفي أحدا من أن يسأل نفسه:
1) هل نضع نصب أعيننا عبر رسالتنا في هذه الحياة أننا نسهم في نهضة هذه الأمة وقيام مشروعها الإسلامي؟
2) هل يطالع كل منا عوامل نهضة الأمة في الماضي وأسباب تراجعها في الحاضر وما دوره في ذلك؟
3) هل نقارن عوامل القوة والنهوض في المشاريع الأخرى المطروحة على الساحة كالمشروع الصهيوأمريكي وكذلك المشروع الإيراني؟
4) هل ندرس ما هي الإمكانات والمهارات والوسائل والتكاليف والمراحل والسياسات والمعوقات والنتائج الخاصة بقيام المشروع الإسلامي ونهضة الأمة؟

إن حالة النجاح الكلية التي تنص عليها الخطة الراهنة للحركة الإسلامية والتي وصلت مرحلتها الأخيرة من أنها تريد
" صفا ربانيا متماسكا قدوة .مؤهلا ومؤثرا في المجتمع يمكن الحركة من إرشاده وريادته بما يزيد التزامه بالإسلام كمنهج حياة .واستنهاض جهوده للإصلاح الشامل وفق مشروعنا الإسلامي ودعم قضايا العالم الإسلامي والعمل العالمي " يزيد التبعة على أبناء الحركة في السنوات القليلة المتبقية من عمر هذه الخطة والتي لا يستطيع أحد التنبؤ أو الرهان على عدم الوصول إليها في ظل عالم باتت المتغيرات فيه أكثر من الثوابت.

إن الاحتشاد الكمي في الساحة الإسلامية كبير جدا بالنسبة للاحتشاد النوعي ولا يمكن للمشروع الإسلامي أن يقوم ولا للأمة أن تنهض بدون تشكل الكتلة النوعية الحرجة المطلوبة لنهضة الأمة في كل المراحل والمواقع والميادين. هنا يستطيع كل منا أن يدرك مكان ومقدار إسهامه في نهضة الأمة.

الاثنين، يناير 18، 2010

اللمسة الشخصية والرسالة المجتمعية

ترتقي الأمة ولا شك إذا وجد فيها عدد كبير من أصحاب اللمسات الشخصية والمجتمعية في ظل حياة سريعة بدا يغيب فيها عن دنيا الناس دروب كثيرة من ألوان الجمال والوفاء لذا كانت هذه المدونة أنسام الوفاء .

الناس متشابهون إلى حد كبير في أمور كثيرة ولذلك فإن كل واحد منا سيظل في حاجة إلى لمسة خاصة تتصل باللطف والشفافية أو بالإتقان والجودة أو تتصل بالعطاء و الإحسان أو بالتعبير وحسن الكلام أو.......

اللمسة الشخصية :
اللمسة الشخصية هو ما يميز الإنسان عن غيره من مئات الناس الذين يخالطهم . هذا التميز يعبر عن الذوق الرفيع واللطف والكرم والتواصل وحسن الأداء , هذا ما يجعل المرء قدوة تتعلم منه الأجيال الجديدة وتزدهر به الحياة الراكدة .
و المتأمل في دنيا الناس يجد لمسات جميلة منها ما هو بقصد وبغير قصد ... فالابتسامة الحنون في وجه الناس , الانضباط في المواعيد و العطر الجميل , المظهر الأنيق , رسائل sms للأحبة عند الغروب , ...... كلها لمسات تضيف إلى الدنيا حقا جمالا لمن أراد التأمل .

أذكر حين كنت طالبا أسكن المدينة الجامعية أن زميلا كان يمر على كل غرف الطابق الذى كنا فيه وبكل لطف وأدب يوقظ أفراد هذه الغرف لصلاة الفجر وهذا في كل فجر . تلك كانت لمسته الخاصة فما هي لمستك ؟

إن اللمسة الشخصية تعني تمبز صاحبها وأمتنا في حاجة ماسة للمتميزين فكن واحدا منهم


الرسالة المجتمعية :

أخبرني صديق لي كان قد توفي والده أنه فوجئ في صبيحة يوم العيد وعقب الصلاة مباشرة بنائبي الحركة الإسلامية في البرلمان يطرقون بابهم ليقوموا بالمعايدة علبه وعلى إخوته الصغار. فكم هي السعادة التى عمت بيتهم ؟

أقوم بزيارة أقاربي من حين لأخر وفي إحدى هذه الزيارات وجدت عمي يتحدث إلى أحد المسئولين يخبره أن الطريق المؤدي إلى مستشفى المدينة به بعض أعمدة إنارة آيلة للسقوط وأن خزانات الماء التي تستخدمها المستشفى في غسيل الكلى للمرضى ملوثة وأنه مستعد للإسهام في حل ذلك .حينها أدركت أن ثمة فارق بين من يحيا بلا رسالة ومن "خير الناس انفعهم للناس " في حياته الرسالة . فما هي رسالتك في هذه الحياة ؟

ولقد لخص ربنا جل وعلا رسالتنا في الحياة في قوله "يأيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون *وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم"

يا دعاة الإصلاح لئن كثرت السحب التي تغيم على الأمة هذه الأيام بتناسب مع قلة بشارات الأمل من رحم تلك الأحداث فإن بداية انفراج أزمة أصحاب المشروع الإسلامي وقادته مؤخرا هي أكثر ما يدعو إلى العمل حتى وإن أسفر هذا الحراك عن صعود لأسهم وغياب لأخرى كانت ولاشك لها لمساتها الخاصة والمجتمعية , كانت ولاشك إسهامة حضارية ورقما هاما نحو النهوض بالمشروع الإسلامي .
فإن ما شهدناه في الأيام الأخيرة من أراء وتحليلات ومتابعات يلقي بتبعات كبيرة على أبناء الحركة الإسلامية وقادتها ويدعوهم إلى مزيد من الحراك والإصلاح المجتمعي .

فيوم أن كان لنا هنالك في الماضي رسالة واضحة تميزنا عن المجتمع الذي نعيش فيه فأثرنا فيه ويوم أن فقدنا هذه الرسالة تأثرنا نحن بما فيه ولا يمكن أن نستعيد تميزنا وتأثيرنا في المجتمع الذي نعيش فيه من غير أن تكون لنا رسالة واضحة مع هذا المجتمع .