الاثنين، يناير 18، 2010

اللمسة الشخصية والرسالة المجتمعية

ترتقي الأمة ولا شك إذا وجد فيها عدد كبير من أصحاب اللمسات الشخصية والمجتمعية في ظل حياة سريعة بدا يغيب فيها عن دنيا الناس دروب كثيرة من ألوان الجمال والوفاء لذا كانت هذه المدونة أنسام الوفاء .

الناس متشابهون إلى حد كبير في أمور كثيرة ولذلك فإن كل واحد منا سيظل في حاجة إلى لمسة خاصة تتصل باللطف والشفافية أو بالإتقان والجودة أو تتصل بالعطاء و الإحسان أو بالتعبير وحسن الكلام أو.......

اللمسة الشخصية :
اللمسة الشخصية هو ما يميز الإنسان عن غيره من مئات الناس الذين يخالطهم . هذا التميز يعبر عن الذوق الرفيع واللطف والكرم والتواصل وحسن الأداء , هذا ما يجعل المرء قدوة تتعلم منه الأجيال الجديدة وتزدهر به الحياة الراكدة .
و المتأمل في دنيا الناس يجد لمسات جميلة منها ما هو بقصد وبغير قصد ... فالابتسامة الحنون في وجه الناس , الانضباط في المواعيد و العطر الجميل , المظهر الأنيق , رسائل sms للأحبة عند الغروب , ...... كلها لمسات تضيف إلى الدنيا حقا جمالا لمن أراد التأمل .

أذكر حين كنت طالبا أسكن المدينة الجامعية أن زميلا كان يمر على كل غرف الطابق الذى كنا فيه وبكل لطف وأدب يوقظ أفراد هذه الغرف لصلاة الفجر وهذا في كل فجر . تلك كانت لمسته الخاصة فما هي لمستك ؟

إن اللمسة الشخصية تعني تمبز صاحبها وأمتنا في حاجة ماسة للمتميزين فكن واحدا منهم


الرسالة المجتمعية :

أخبرني صديق لي كان قد توفي والده أنه فوجئ في صبيحة يوم العيد وعقب الصلاة مباشرة بنائبي الحركة الإسلامية في البرلمان يطرقون بابهم ليقوموا بالمعايدة علبه وعلى إخوته الصغار. فكم هي السعادة التى عمت بيتهم ؟

أقوم بزيارة أقاربي من حين لأخر وفي إحدى هذه الزيارات وجدت عمي يتحدث إلى أحد المسئولين يخبره أن الطريق المؤدي إلى مستشفى المدينة به بعض أعمدة إنارة آيلة للسقوط وأن خزانات الماء التي تستخدمها المستشفى في غسيل الكلى للمرضى ملوثة وأنه مستعد للإسهام في حل ذلك .حينها أدركت أن ثمة فارق بين من يحيا بلا رسالة ومن "خير الناس انفعهم للناس " في حياته الرسالة . فما هي رسالتك في هذه الحياة ؟

ولقد لخص ربنا جل وعلا رسالتنا في الحياة في قوله "يأيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون *وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم"

يا دعاة الإصلاح لئن كثرت السحب التي تغيم على الأمة هذه الأيام بتناسب مع قلة بشارات الأمل من رحم تلك الأحداث فإن بداية انفراج أزمة أصحاب المشروع الإسلامي وقادته مؤخرا هي أكثر ما يدعو إلى العمل حتى وإن أسفر هذا الحراك عن صعود لأسهم وغياب لأخرى كانت ولاشك لها لمساتها الخاصة والمجتمعية , كانت ولاشك إسهامة حضارية ورقما هاما نحو النهوض بالمشروع الإسلامي .
فإن ما شهدناه في الأيام الأخيرة من أراء وتحليلات ومتابعات يلقي بتبعات كبيرة على أبناء الحركة الإسلامية وقادتها ويدعوهم إلى مزيد من الحراك والإصلاح المجتمعي .

فيوم أن كان لنا هنالك في الماضي رسالة واضحة تميزنا عن المجتمع الذي نعيش فيه فأثرنا فيه ويوم أن فقدنا هذه الرسالة تأثرنا نحن بما فيه ولا يمكن أن نستعيد تميزنا وتأثيرنا في المجتمع الذي نعيش فيه من غير أن تكون لنا رسالة واضحة مع هذا المجتمع .

14 التعليقات:

غير معرف يقول...

الحمد لله على السلامة كم كنا نشتاق إلى عبير أنسام الوفاء التي طاااااااااااال تأخرها لكن الحمد لله بدأت تهب علينا

غير معرف يقول...

بسم الله،..

حيا الله العباد!

...غير أنني لا أقف ببصري على تلك اللمسات الشخصية التي يراهن كل ناظر، ويدركهن كل راء من الناس ومبصر، وإنما أعود إلى الوراء قليلا لأتأمل ذوي اللمسات (الأخص) واسمح لي أن أغير "اصطلاحك" قليلا؛ فليس بناء الأفراد بأهون من تشييد المجتمعان، ويد الإصلاح في أمة كثيرا ما تجد من يؤازرها ابتداء، ويفاخر بها انتهاء ويخلدها، وما أكثر من يقف معها في أداء ما قامت له ونشطت فيه
بينما تلكم اليد الخفية تأبى إلا أن تكون جذور تلك السامقات المثمرات طيبا يحمل الخير للمجتمع كله!

...ما أعظم أمي! وما أندر معلمي، وما أروع أخي.. هكذا أراه حين يبلغ به الشأن مبلغا طاول فيه الأشم من الجبال رسوخا ورفعة، وقد فاض خيره وطغت "لمسته الشخصية" على من حوله فأدت "رسالته المجتمعية" على خير ما يكون أداء.

حينها، وحينها فقط، سينبغي علينا حتما البحث في تقاسيم وجهه، وحركات يديه، ولمحات عينه عن سر ما يبدو في كل ذلك من لمسات "أخص" نقشتها فيه يد أمه وأستاذه وإخوانه!

دُمْ تقيا،

..أزهري صميم!

غير معرف يقول...

كلام جميل لكن أريد أن أضيف أن استنساخ الأفكار لا يأتي بجديد كل له لمسته التي تميزة هو . فلا يعجب أحدنا من عمل أحد النشطاء كالذي يوقظ لصلاة الفجر فيوقظ أصدقاءه لصلاة الفجر فيكون صاحب لمسة لا إنه الن قد تأثر بلمسة غيره ففعلها بهذا يكون النجاح ليس فقط أن يكون صاحب لمسة فحسب بل النجاح أن يؤثر بلمسته الخاصة حتى يعملها غيره

غير معرف يقول...

جزاك الله خير موضوع جميل فكلنا يحتاج الى هذه النسائم لنصرة امتنا
اتعجب كيف سيسجل التاريخ هذه الفتره من تخاذلنا عن نصرة امتنا واهلنا فى غزه ؟؟؟؟؟؟
واقول والله لن يرحمن التاريخ وكلنا فيه من الحاضرين . أسال الله ان يجعلنا من المغيرين الى طريق الجير

Omama Al-hosiny يقول...

جزاكم الله الفردوس الأعلى ..

صدقتم .. مهمٌ أن تكون لكل منا لمسة خاصة ..
وكم من أناس رحلوا عن الحياة .. وبقيت لمساتهم الخاصة ..
لنقول دائما .. " من هنا .. مر فـلان ... ! "

مبارك على المدونة ..
جعلها الله صرحا .. تنفعون به الاسلام والمسلمين .. !
و .. ثقل بكل ما تخطه أيديكم موازين حسناتكم ..

كتب الله لكم الأجر .. ماتعاقب مغرب و .. فجر !

.
.
.

أختكم ::: 7abeba 7amsawya

محمد بدر يقول...

م/يحي وحشني كتييييييييييييييييير ونفسي اشوفك
وبجد انطلاقة جميلة ننتظر منك المزيد

محمد حشاد يقول...

مع قلة وجود تلك اللمسات الشخصية فيما بيننا تلك الايام الا ان تدوينتك تلك بالنسبةالي لمسة وفاء منك الي وتذكرة بحقوق اخواني علي في ظل انشغالنا بالدنيا عنهم ليتنا نعاود الرجوع للمساتنا الخاصة فان لم توجد فلنحاول ايجادها


بداية موفقة

غير معرف يقول...

استاذي العزيز والله ربنا يعلم ان جسمي اشعر وانا بقرأ مدونتك الجميلة ده والحاجة الوحيدة اللي بأخذها عليك يا باشمهندس يحيى انك اتأخرت قوي في التدوين لكن ملحوقة ان شاء الله عشان يستفيد من ثروتك اكبر عدد وعشان تتحول مواقفك العملية لإرث لكل احد نفسه يخدم هذا الدين.
ربنا يزيدك ويثبتك
اخوك النادري

غير معرف يقول...

للمسة الشخصية هو ما يميز الإنسان عن غيره من مئات الناس الذين يخالطهم . هذا التميز يعبر عن الذوق الرفيع واللطف والكرم والتواصل وحسن الأداء , هذا ما يجعل المرء قدوة تتعلم منه الأجيال الجديدة وتزدهر به الحياة الراكدة .
و المتأمل في دنيا الناس يجد لمسات جميلة منها ما هو بقصد وبغير قصد وأذكر انه فى احدى المرات انى كنت مريضا واشتد بى المرض فما كان من احد الافاضل الى انى صحبنى الى احد الاطباء وكان ذلك فى وقت متأخر فظلنا نبحث عن احدهم حتى هدانا الله الى مركز طبى فكشف على الطبيب وصرفنا العلاج وكان هذا الاخ يسهر على راحتى ويدعوا لى بشده وكان ذلك فى ايام امتحانتى فانظر معى الى هذا الانموذج البسيط فى والاثر الكبير فى النفس فكم ادين له وادعوا الله له بكل خير وفى الناهية يسرنى ان اعلن ان هذا الاخ الفاضل هو المهندس يحيى زكريا

غير معرف يقول...

متي كانت هذه اللمسة غير مفتعلة ,وسلوك غير متكلفٌ فيه لا شك أنها تُعتبر من أسرع الرسائل الي من حولك والتي يعبر فيها الفرد عن قيمه ومبادئه وثوابتة , وأنه لابد أن يكون لكل إنسان لمسةٌ طيبةٌ يُعَرّفُ بها وتُعرَفُ به وحَسُنَ به لو تعددت هذه اللمسات فله واحدةٌ في الإنطباط وأخري في المسارعة الي أفعال الخير وثالثة ورابعة وخامسة ....وحينها نقول أن هذا الأنسان يعيش الحياة التي أرادها الله تعالي له .

(تعقيب)وانا لاأتصور إنسان يحمل فكرةً يدعو اليها أو رسالةً مَنُوطٌ بنشرهالايلتزم باللمسات الداعية الي هذه الفكرةأو الناشرة لهذه الرسالة .


م.دراز

إدريس يقول...

السلام عليكم كم نحن نحتاج إلى أصحاب لمسات تلقائية وليست مفتعلة كي تؤثر فيمن هو أمامك فإني أعتبر أنه من النقص أن أتكلف لمسة شخصية أو سلوك فلا بد من أن يكون المسلم قد اقتنع بلمسة معينة وأدرك ثوابها من الله بعد ذلك تكون هذه اللمسة من ابتسامة أو اطمئنان أو زيارة في الله أو أو ... هي سلوكه لا يتكلفها بل أحيانا يوقف هذا السلوك لأن الموقف لا يناسبه وكذالك في الرسالة المجتمعية وقد أعجبتني فكرة فيلم صامت يقوم بعمل دعاية للابتسامة http://www.youtube.com/watch?v=PFsvp9Ry8pU فيه الابتسامة نابعة من قناعة وليست متكلفة أو مستعارة لموقف معين وجميل أن ندعوا إلى هذه الأخلاق الحميدة

Mohamed Almohandes يقول...

جميل جداً أن نبحث عن اللمسات الرقيقة، واللحظات الصادقة في ظل مجتمع تائه يفتقد الصادقين العاملين.. ويعلو فيه الغلاظ أصحاب الأثرة..
أخي الحبيب..
سر على هذا الدرب فنحن في أشد الحاجة إليه، وإلى هداته.

Unknown يقول...

بداية أهنئك على هذه الانطلاقة .. ربنا يعينك ويثبتك
جزاكم الله خيرا على الكلمات الجميلات .. أعانكم الله وثبتكم
حقًا الإنسان بلا لمسة شخصية ليس له وجود حقيقي في المجتمع ..
دمتم بخير

إدريس يقول...

لتبقى الرسالة واللمسة مستمرة لا تكون حماسة ثم تنطفئ
الرسالة هي سلوك اللمسة هي طبيعة وإن كانت متكلفة فلا تنتظر استمرارها

إرسال تعليق