الثلاثاء، مارس 09، 2010

أيام الزمن الجميل


كثيرة هي اللحظات الطيبة الجميلة التي تمر بنا في الحياة غير أن جملة من الأيام والشهور بل والأعوام تمر بالمرء حين يتذكرها يشعر بأن كل لحظاتها كانت جميلة ليطلق عليها أيام الزمن الجميل شعور لا يتكرر كثيرا في سنوات الحياة فإن تتجدد أياما أو حتى شهورا جميلة، أتري تمر بنا أعواما كاملة مرة أخري نطلق عليها أيام الزمن الجميل ؟؟؟؟

أيام قضيتها في الجامعة مرت مر السحاب، مرت مرور الطير في حقل الورود، مرت وقد مضت سنة الله عز وجل أن الذي يمضي لا يعود.

قبيل انتهاء الفرقة الرابعة لي في كلية الهندسة وأثناء فترة مشروع التخرج قابلت أخا لي في طرقات المدينة من الإسكندرية كنت ولازلت أحبه كثيرا وآنس برأيه وكثيرا ما كنت أحب الصلاة خلفه في مسجد المدينة الجامعية، فأخذنا نتبادل أطراف الحديث وأثناء حديثه قال لي ما رأيك في أن نذهب لطلاب الفرقة الإعدادية نجلس معهم سويا ؟ قلت له لماذا؟؟ فرد قائلا: قد مررنا بتجربة طيلة خمس سنوات فما رأيك في أن ننقل لهم دروس هذه الرحلة الجميلة لنوفر عليهم وقتا وجهدا و...... فتكون تلك رسالة منا إليهم في مقتبل الرحلة تتوارثها الأجيال.

حينها خلصنا إلي دروس كثيرة خاصة وعامة حرصت آنذاك علي تدوينها لتبقي شاهدة مسطرة لرحلة الزمن الجميل ,ولن يتسع المقام ولا المقال لذكرها كلها لكنني سأذكر منها شموعا لم ولن تنطفىء.

لو تصورنا أن كل واحد منا يقف أمام لوحة ضخمة بيضاء وقد طلب منه أن يرسم عليها بفرشاته الخاصة مستخدما جملة من الألوان المختلفة ’تلك الألوان هي خياله وذوقه وعلمه وأخلاقه وخبراته وطموحاته وأحلامه......من تلك الألوان سيخرج لنا لوحة فنية تأسر العين وتبهر الناظرين.

تلك اللوحة هي حياته وإنجازاته فكيف يعمل؟؟؟ إن عليه أن يقوم بالعديد من المبادرات الشخصية والتي منها:


1) أن لا أبدأ يومي بدون قائمة إنجاز يومية مهما كانت الظروف، فالساعة الأولى من اليوم هي الضابطة لليوم كله.
2) أن أحمل دائما مفكرة أدون فيها خواطر يومي والأفكار الجديدة التي أسمعها أو تطرأ علي ذهني والذكريات الجميلة التي لا أحب أن أنساها والملاحظات التي أراها مفيدة لي في رسم لوحة الحياة الخاصة بي.
3) أن أحفظ ذاتي من التشتت من خلال التركيز في مجال واحد وعمل واحد ومن خلال الاهتمام بشيء واحد.
4) أن أضع لنفسي أهدافا وأن أبذل جهدي من أجل اكتشاف الطريق الأفضل للوصول إلي تلك الأهداف.
5) أن أحاول اكتساب عادات جديدة جميلة فلا تمر حياتنا ويومنا ليس فيه جميل دائم وجميل يتجدد.
6) أن الاهتمام والعزيمة والصبر والمثابرة والهمة والطموح صفات لا يستغني عنها أي شخص يريد أن يحقق نجاحا فتلك هي العدة في الشدة والرخاء.
7) أن لا أستمع ولا أطلق "الرسائل السلبية" فنحن في حاجة دائما إلي أصحاب النقد البناء والعمل الدؤوب والعزيمة التي تشعل في النفوس فتيل الأمل وتدفع نحو العمل.
8) أن أعبر عن الدعوة والفكرة التي أنتمي إليها في أجمل صورة وفي أسرع وقت.
9) أن أقيم نفسي وفق أهدافي من وقت لأخر وأن أستفيد من أخطائي وأعدل المسار سريعا نحو الأفضل و أن التقييم الفعال مبني علي أرقام وإحصاءات لا علي تصورات وانطباعات.
10) أن أستشير كل من سبق له التجربة ولديه رصيد خبرة فرب كلمات قليلة توفر سنوات طويلة من التجربة وسلوك الطرق المسدودة.
11) أن ابتسامة لا تكلف شيئا تصنع الكثير.
12) أن الله يوفق العبد متي علم منه الإخلاص.

ما أعظم أن ننظر إلي كل لحظة من عمرنا علي أنها (لمسة فرشاة) ومع كل لمسة يولد جزء من اللوحة العظيمة ,وهذا يعني أن صورة ما نريد الوصول إليها متألقة في عقولنا ومتوهجة في نفوسنا ,ولهذا فنحن نسير نحوها بثقة وتفاؤل وعزم.




10 التعليقات:

غير معرف يقول...

السلام عليكم أخي الكريم
حقاً ماأجمل تلك الأيام وما أسعد تلك اللحظات التي مرت هذه هي حكايتي مرت منذ أربع سنوات كان المهندس يحي في اخر أيام الكلية حينها قابلني في شارع المدينة الجامعية وربت علي كتفي بكل حب وعطف وبنظرة هادئة جميلة تشع منها كل معاني الوفاء وقال لي جملة غيرت موازين حياتي وأدارت دفة حياتي إلي طريق جميل رائع ملامحه واضحه قال لي " أي بني صوب سهمك ناحية السماء فإذا ما خاب أصاب المأذنة" تركني في تفكير عميق بمعاني تلك الكلمات التي فندتها ودققت فيها وأصدقكم القول حين أقول أنني من تلك اللحظه وأنا أضع هذه الكلمات أمام عيني حتي أكرمني الله في ثلاث سنوات متتالية بتقدير رائع جدا مع ترتيب علي الدفعة وكل هذا بفضل الله أولاً ثم بواقع تلك الكلمات التي مازال رنينها في قلبي إلي الآن....في رعاية الله يا نور عيني
...الغزالي...

غير معرف يقول...

كانت حقاً أياما رائعة, وأروع مافيها أن قلبونا قد تعلقت بمن يستحقون أن تتعلق بهم القلوب, أدامهم الله لنا إخوة أوفياء يكتبون في نسمات الوفاء.
جمال عبدالناصر

غير معرف يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم
هي تجربة صحيح انها فريدة من نوعها ,لا تتكرر بهذه الصورة إلا مرة واحدة في العمر,والانسان يغترف منها علي قدر ما يستطيع أن يحمل ,فربما تأثرت طريقة تفكيرة ومقايسيه والمعاير التي من خلالهايستطيع أن يصدر الحكم أو علي الأقل يأخذ التصور عن الأشياء,ويتناسب هذه التأثر مع الكمية التي أستطاع أن يحملها في هذه الفترة,وعلي أساسه تستطيع أن ترسم له ملامح المستقبل القريب .وتتنبأ بما سيكون عليه في المستقبل البعيد ولكن بنسبةأقل .
م.دراز

النادري يقول...

قد قرأت الرسالة ثلاث مرات واحتاج لان اقرأها مثلهم ومثلهم عدة مرات ففي كل قراءة تذكرت دكرى طيبة وفي كل كلمة كانت هناك من المواقف ملا يحصى وتعلمت ولكن لحياة اخرى غير حياة الجامعة كيف انه اذا انبثق قليل من اللون بغير قصد على اللوحة لا نقلق وتثور نفوسونا فنستطيع ان نحوله الا لمسه جمالية لطيفة في اللوحة تمحو الاثر السلبي من انبثاق اللون عليها قد تعلمنا منك الكثير يا استاذي وسأوحاول ان انشر يوما ما تعلمته في سنوات الجامعة لكنه ليس معي الان فهو مع احد طلاب الفرقة الاعدادية تعرفه جيدا وقد سألتني عن رقمه وطلبت مني ان ادعوه لعقد قرانك فإن اتت فرصة ان تتطلع على ما كتبته له فافعل اما حبيبونا (ملاح الاسكندرية) واعني بها نورها ودليلها فما زلت اندب حظي اني لم انل حظا وافرا لاكون معه واتعلم منه هذا الرجل الذي تنبض الدعوة في روحه وسلوكه
اخيرا وليس اخرا استمر واستمر واستمر فهي سطور سوف ترى حبرها يوم القيامة واتمنى ان يأتي يوم قريبا بإذن الله لتكون هذه المدونة ارث لاحبابنا من الاجيال القادمة
تلميذك النجيب
النادري

ساظل اسارع الدهر لابقى خالدا على مر الزمان يقول...

صفة جميلة وخلقً كريم ينبغي على كل انسان أن يتحلى به،
وهوالإخلاص ،الذي لا غدر فيه ولا خيانة ،وهو البذل والعطاء بلاحدود ،
و تذكّر للــــود ، ومحافظة على العــــــــهد .
والوفاء الحقيقي لا يأتي إلا من قلبٍ طاهر، تدفعه النيه الطيبة الخالصة..
و هو صفة من صفات [ الله تعالى ]،

"إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله" (التوبة: 111 )

وكم هو رائع ان نعتاد بصداقاتنا في قولنا على (كلمة الوفاء)


ولــــ/ـــكن

الاروع من ذلك..ان نعيش هذه الكلمه بكل جوارحنا واخلاصنا..،
و بكل ما نملك من صدق لازيف ولانفاق ،
حينها نعلم اننا كونا صداقات اساسها الوفاء الحقيقي


نثر فى الو فـــــــــــــــــــاء


أبـحـرتُ في عـالـم ِالحــبِ ابــحـثُ عـن دواء
فوجدتُ جرحا نازفا في كل ِقلبٍ ذي سخاء
تـُبادلُ المحبوبَ حبا ً خالصا ً ليسَ ينقصهُ الوفاء
وتكتب ُ فيه النثرَ والشعرَ بقافيةٍ على بحر ِالحداء
تعيشُ على أمال ٍ ومُنا ًوأحلام ٍ يُخالجها الحياء
تبيتُ في شوق ٍ لرؤيته ِ قريبا ًإذا ما حان اللقاءنداء
ويـُخالُ لها بدرا ً يعانقها إذا ماشع نورٌ في السماء
ترجي الوفاءَ وتريدُ منهُ العـيشَ دومـا ًفـي رخـاء

شكرا يا باشمهندس

كلمات من الفقيد فى دنيا الزمان

" واعطوا كل فرقة منهم بعضا من اكاليل الزهور المغمورة بالحب من قلب كل مواطن من اصحاب القلوب التى باتت تتفقد كل مراسل للحرية "

" لو اننا نستطيع تكوين شخصية انسان مسلم يعلم عن الدين علم اليقين لإجتزنا كل مراحل الخطر "

أحمد بليله يقول...

فعلا هى كانت اجمل ايام
فكرني يا ريس
احمد بليله

غير معرف يقول...

في أثناء قراءتي لتلكم الكلمات وقعت عيني على أبيات.. لست أدري من نظمها، لكنني أدري أنه اسطاع أن يراني ليكتب لكم ما عجزت أنا عنه!

اهطل هنا ودع المرابع تزهرُ .. ودع الفَراش على الربى يتبخترُ
ودع السهول النائمات تعب من .. كأس الندى ، ودع الأماني تكبرُ
وانظر إلى الوديان حولك كم جرت .. في حضنها من فيض جودك أنهرُ
وانظر شواطئها الفساح تطاولت .. فيها النخيل.... إلى يراعك تنظرُ
هاجرتها ورحلت عن أفيائها .. فشكت إليك بأنها لا تصبر
فالأرض تسفعها الرياح وما بها .. إلا المواجع والأديم الأغبر
وبها النخيل تطامنت قاماتها .. وعذوقها من حزنها لا تثمر
يا أيها الرَّوح المسجِّي نفسه .. بالمكرمات.. أما شجاك المنظر؟!
أوما رأيت الطير في دوح المنى .. تشدو بذكرك والدموع تحدر؟!
أوما نظرت إلى زهور مروجنا .. بسماتها في ثغرها تتكسر!!
هذي الحقول الناعسات تزاحمت .. فيها السنابل والنبات الأخضر؟!
ترنوإلى هتان فكرك مثلما .. يرنو إلى لقيا الغياث المقفر
ياصاحب القلم الأشم يراعكم .. متمنع مترفع متكبر!!
متمنع عن كل قول ساقط .. أو لفظة عمياء لا تتخفر
مترفع عمن يميل به الهوى .. ذات الشمال وميله لا يغفر
متكبر إن سال شعرك ريقا .. عما نهى عنه الرسول المنذر
يا صاحب الخير العميم أما لكم .. قلم يعيد لنا الأريج وينشر
عودوا كما عاد الربيع) وألبسوا .. ثوب الحياة رواء لا تتاخروا

إدريس يقول...

كم نحتاج إلى خلاصة تجارب كي لا نجرب بنفسنا فنخطئ ونصيب أما ان نستفيد بتجارب الآخرين فهذا هو التقدم

إدريس يقول...

أين الجديد ياهندسة ننتظر منكم المزيد

غير معرف يقول...

حياكم الله وبياكم

أخي وأستاذي .... كانت أيام ولكن هل لها أن تعود

أرى ان هذا الجيل من الصعب أن يعود

جيل الوفاء الذي ضحى بعمره من أجل دعوته

يثمن أن يعوضه الزمان

إرسال تعليق