الأربعاء، أكتوبر 20، 2010

نحو التفوق


قد تكمن مشكلتنا أحيانا أننا في هذه السن المبكرة لا ندري ماذا نريد
نسير مع الذين يسيرون وتسلمنا الأيام يوما ليوم وعاما لعام حتى تمضي أجمل سنوات حياتنا ألا وهي فترة الجامعة ونحن لا ندري" ماذا نريد؟"
لذا أردت أن نحدد سويا في بداية هذا العام ماذا تريد أن تصل إليه في نهاية العام ؟ وكيف تصل؟

أرى أن العام الدراسي قد بدأ منذ شهر أو أكثر قليلا ولا داعي إطلاقا أن تشعر أن هنالك في الوقت متسع
لذا بداية عليك أخي الطالب أن تقف وقفة متأنية مع نفسك تستحضر فيها العام الماضي وتسأل نفسك هذه الأسئلة بكل مصارحة ونضج.. فأنت الراغب في التميز!!!

ســـ1 هل كان لك في العام الماضي هدف واضح و محدد تود الوصول إليه ؟ ما هو؟
ســ2 ما مدى التزامك بحضور المحاضرات و السكاشن العملية العام الماضي؟
ســـ3 هل كنت تذاكر أولا بأول ويوما بيوم ؟
ســـ4 هل كنت تقوم بتسليم التقارير والأبحاث أو اللوحات أو غير ذلك على مدار العام بانتظام؟
ســـ5 ما مدى تنظيمك لوقتك واستغلالك للأوقات البينية ؟

إذا استطعت الإجابة على هذه الأسئلة بدقة ستجد هذا هو تقديرك العام الماضي وبنفس الدقة.
لذا إذا أردت أن تغير واقعك أو تحسنه ينبغي أن تقف مع كل سؤال وتحلله في بداية هذا العام لتضع أمام عينيك نقاط قوتك وضعفك
أولا: ما هو هدفك هذا العام ؟
و الهدف يختلف من فرد لآخر وفق معطيات وطموح الأفراد المعنوية والمادية والحضارية.
المهم أن يكون هدفك في بداية هذا العام واضحا أمام عينيك طوال العام, وأن يكون قابلا للتحقيق, وأن يكون طموحا.. فعلى سبيل المثال: الطالب الذي حصل في العام الماضي على تقدير مقبول يضع لنفسه هدفا هذا العام أن يحصل على تقدير جيد جدا. أما الذي حصل على تقدير جيد جدا يطمح أن يحصل هذا العام على تقدير امتياز وأن يكون من العشرة الأوائل على الدفعة, وهكذا...
وتذكر أنه لابد وأن تكتب هدفك في خطة مكتوبة وفق جدول زمني للوسائل التي تساعدك في الوصول إلى ذلك الهدف.. فهدف بلا خطة مكتوبة = مجرد رغبة.

ثانيًا : ما مدى التزامك بحضور المحاضرات و السكاشن العملية العام الماضي؟
إن حضور المحاضرات وكذلك السكاشن للطالب بمثابة القضبان للقطار ولا تصغي سمعك إلى من يقولون أننا لا نفهم من الدكتور فلان إذا فلا فائدة من الحضور, وخاطب نفسك قائلا لها " إن لم أفهم اليوم أفهم غدا" ناهيك أنك لن تكون بحاجة إلى البحث عن الطلاب الذين حضروا جميع المحاضرات لتتعرف منهم على ما قد تم شرحه على مدار الترم وأين المواضيع إلي اهتم بها الدكتور, فأنت الآن وفي هذا العام من يبحث عنه الطلاب ليقوموا بتصوير محاضراته وسؤاله والالتفاف حوله فأنا شخصيا كن صديقا لأول دفعتنا في الكلية , وأكاد أجزم أنه لم يتغيب عن محاضرة أو سكشن طوال الخمس سنوات التي قضيناها في أعوام الدراسة... هذا هو الفارق.

ثالثا: المذاكرة أولا بأول:
كثير منا عندما يستلم من المراقب ورقة الأسئلة في لجنة لامتحان وينظر النظرة الأولى يرى أنه سوف يستطيع الإجابة على أغلب أسئلة الامتحان, وعندما يبدأ في الإجابة على الأسئلة تراه بدأ يعرق ويتوتر ولسان حاله :" والله أنا كنت مذاكر الجزئية دي" هو حصل إيه؟ فين الجواب؟!!!
ويخرج من اللجنة وهو يضرب كف على كف يقول: "اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت" و " الذنوب تحرم الأرزاق" إلى آخر هذا لكلام الطيب, ولكنه نسي أمرا مهما , ألا وهو أنه أول مرة يقرأ المادة قبل الامتحان بأيام وفي بعض الأحيان إذا كان هنالك أيام الامتحانات ثلاثة أيام فواصل بين المادة والأخرى هناك من يستريح اليوم الأول لأنه مرهق من الامتحان ويبدأ في فتح المادة لأول مرة في اليوم التالي, وليلة الامتحان يفهم المادة كاملة ويحفظها ويراجعها كاملة, ويخرج من اللجنة وهو يقول :"الذنوب تحرم العلم". نعم الذنوب تحرم العلم لكن كذلك التميز والتفوق والنجاح مرهون بجد وعزم واجتهاد وحسن إعداد طوال العام, فلا يمكن أن يستوي عند الله ولا في موازين الدنيا –النتيجة النهائية-من يذاكر أولا بأول, ومن يذاكر لينجح.
واعلم أخي الطالب أن لكل صناعة مهارة وكذلك المذاكرة, فهي مهارة ينبغي أن تحرص على تعلمها.. ولو فقه القائمون على تطوير التعليم أثر تعلم مهارات المذاكرة على الطلاب, لكانت أول ما يدرس في بداية كل مرحلة جديدة ولكن أمتنا أمة لا يراد لها النهوض.
فالإنصات إلى المعلم فن وبينه وبين حفظ المعلومات في مخ الإنسان علاقة.. والقراءة مراحل.. وللحفظ طرق.. والتسميع تأمين.. والمراجعة صمام الأمان..والإجابة في ورقة الامتحان مهارة وفن.
كذلك متى تذاكر, وكيف تركز, وكيف تنهي جلسة المذاكرة نهاية صحيحة... كل ذلك فنون ومهارات ينبغي أن تتعلمها.

رابعًا: تسليم التقارير والأبحاث أو اللوحات أو غير ذلك مما كلف به الطالب كلٌ حسب كليته وتخصصه:
لا يقل أهميةً هذا العنصر في منظومتنا الخماسية نحو التفوق عن ما سبق, وباختصار غير مخل: إذا أردت الحصول على الدرجة النهائية في التقرير أو البحث أو اللوحة المطلوبة منك لابد وأن تبدأ في إعدادها من فور ما طلبت منك , هذا إن كنت ممن يرغبون في الامتياز, أما من يرغب في ما دون ذلك أنصحك بأن لا تدع تقريرا أو بحثا من غير أن تقوم بتسليمه في موعده ولو بنسبة أداء 50% أو حتى أقل.. فثمة فارق بين من اعتاد النسليم, ومن اعتاد التسويف.

الوقفة الأخيرة:مع تنظيم الوقت نخصص لها مقالا أخر بإذن الله عز وجل لمحوريته في هذا الموضوع وفي حياة الإنسان بصفة عامة.يقول مالك بن نبي رحمه الله إن الأمم الكسولة لا تستطيع سماع صوت خطوات الوقت الهارب.
..
و ختاما تذكر جيدا أن انصاف الجهود لا تأتي إلا بأنصاف النتائج
.
.

2 التعليقات:

النادري يقول...

لعل لهذا الكلام كثير من الاحتياج في ايامنا هذه ولعل هناك نقطة اشعر انها ايضا محور في التفوق الا وهي هل اخترت مجال الدراسة من اجل الدراسة ام من اجل مشروعتنموي حضاري يمكن ان ابنيه او اساهم في بنائهفيكون داغعا شديدا لحضور المحاضرات والاستذكار اول باول الى غيره
جزاك الله عنا خيرا استاذي وحبيبي الغالي م.يحيى ونفع بك الامة وجعلك سبيلا للهدية والفلاح
تلميذك النجيب
عبدالرحمن النادري

طه السلهوب يقول...

ما شاء الله رائع
وايك بعض الامثلة من طلاب العلم الناجحين
ابن الجوزي يقول عن نفسه: قرأت عشرين الف مجلد ( طالب علم ) وكتبت بيدي هاتين الفي مجلد ( عالم ) وتاب علي يدي من عصاة المسلمين مئة الف واسلم على يدي من اليهود والنصارى عشرة الاف ( داعي الى الله عز وجل ) ة

ويقول من استطاع ان يصعد الى القمر من المسلمين فلم يفعل فهو ءاثم ( ان استطعت التفوق فلم تفعل فانت ءاثم

ويقول اذا وجد علم من علوم الدنيا كالفلك والطب والجغرافيا وغيره ولم ينبغ فيه احد من علماء المسلمين أثم جميع المسلمون

ويقول تعلمت العلوم كلها ونبغت فيها وتفوقت على اقراني الا في علم الجبر

والف ابن عقيل كتابه المسمى بالفنون وجمع فيه كل العلوم التي تعلمها حتى بلغ الكتاب 800 مجلد

والنووي مات وعنده بضع واربعين سنه وقد وصل الى درجة الامامة في الدين

إرسال تعليق