الثلاثاء، يونيو 28، 2011

حبٌ في المخيم

عقد قسم الطلاب المركزي في الفترة من 23-25 من هذا الشهر مخيمًا لمشرفي ومسئولي العمل الطلابي على مستوى القطر المصري بعنوان "انطلاقة نحو الريادة" بهدف وضع رؤية لانطلاق العمل الطلابي بكل شرائحه ومستوياته في المرحلة المقبلة والتوافق حولها وتبنيها كما كان يهدف إلى تفعيل التكامل بين شرائح العمل الطلابي المختلفة و تم عرض تقرير عن وضع العمل الطلابي خلال العام الماضي، وأثناء المخيم كان هناك عدد من ورش العمل الخاصة بأهداف المخيم وبتطوير العمل الطلابي بشكلٍ عام، ومع نهاية المخيم تم استعراض بعض التجارب المميزة في بعض الجامعات، وخرج المخيم بتوصيات لكل الشرائح المتماسة مع العمل الطلابي.
كل هذا كان جميلا ومميزًا حقا غير أن الأجمل من وجهة نظري هو هذا الحب الذي كان يسود المخيم في كل لحظاته تقريبًا فتشعر بتآلف بين هذه القلوب والأرواح لا يعبر عنه إلا قول الله تعالى "وَألَّفَ بَينَ قُلوبِهِم لَو أنْفَقتَ مَا فِي الأرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفتَ بَينَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِّنَّ اللهَ أَلَّفَ بَينَهُم "
فإذا نظرة العين و خفقة القلب وبسمة الوجه ولمسة اليد ترانيمٌ من التعاطف والتألف والتراحم .
وكيف لا ؟! وهذه القلوب النقية الصافية مع غيرها هي التي حملت تنفيذًا لا إشرافًا أعباءَ صمود العمل الطلابي وتبليغ رسالته في داخل جامعات مصر وخارجها طيلة زمان غروب الشمس، وسيلة تواصلهم الوحيدة آنذاك " اللهم إنك تعلم أن هذه القلوب قد اجتمعت على محبتك، والتقت على طاعتك، وتوحدت على دعوتك، وتعاهدت على نصرة شريعتك، فوثق اللهم رابطتها، وأدم ودها، واهدها سبلها، واملأها بنورك الذي لا يخبو، واشرح صدورها بفيض الإيمان بك، وجميل التوكل عليك، وأحيها اللهم بمعرفتك، وأمتها على الشهادة في سبيلك، إنك نعم المولى ونعم النصير ".
كنا نستيقظ في كل ليلةٍ على تغريد يبعث في النفس الجد والعزم....
يا رجال الليل جِدُّوا ..... رُبَّ صوتٍ لا يُرد
ُلايقوم الليــــل إلا ...... من له عزمٌ و جِد

فيتبع هذا النداء أسراب الرجال يشقون ظلام الليل شقًا يشع منهم النور والأمل والحياة ،تستشعر أُنس الملائكة بطول الطريق من المبنى إلى المسجد.
في هذه اللحظات توقن أن " العبادة طاعة طوعية ، ممزوجة بمحبة قلبية ، أساسها معرفة يقينية ، تفضي إلى سعادة أبدية " كما يقول ا.د/ محمد راتب النابلسي أطال الله عمره.
وبعد فترة قليلة يقطع خلوات المستغفرين بالسحر عذوبة الفجر ثم الخواطر والأذكار ولن ننسى ما تعاقب الليل والنهار خاطرة "ليت لي ما لسعدٍ من رجال".
استوقفتني أيضا روح المرح والمداعبة التي كانت تعطر الأجواء بين الحين والآخر .... فحين صفق الحاضرون بحرارةٍ لأخيهم الذي ناشد د/ مجمود أبو زيد بألا تكون فضائية الإخوان الجديدة حِكرًا على المحترفين والقاهريين وأن يكون هنالك نصيبٌ لمن هم في محافظات مصر المختلفة ولمن هم في الريف والقرى والنجوع من الإخوان ، رد عليه الدكتور بأدب وتواضع جم وإذا به يقول للحضورمنتهيا بكل تلقائية:" لما لم تصفقوا لي أنا أيضا " فإذا البهجة تعم المكان.
لطيفة هي اللقطات المرحة التي كانت في المخيم كتميمة إخوان والأخ الصيني وغيرها والتي يغلفها جميعا رقة الروح وخفة الظل.
رافق كل ذلك عمل جاد ومثمر أثناء ورش العمل وأفكار تتلاحق وتتلاقح لِتُنضِجَ أفكارًا تعكس لا محالة غدًا أكثر ابتسامًا.
وقبل الختام ...
يؤكد شباب الإخوان_ وكل الحضور شباب_ على أن هذا التموذج من الشباب الذين حضروا هم حقًا شباب الإخوان ملتفون واثقون في قادتهم مجددين لهم البيعة والطاعة ....هتافهم:
الكفوف في الكفوف ........ فاشهدوا عهودنـــا
الثبات في الصفوف ......... والمِضــاء والفنا
ء
ثم تحين لحظاتُ الختام....
لحظاتٌ ما كان لها أبدا أن تمر بغير دموع على لحظات كان يزداد فيها الإيمان في كل لحظة..... فبدت وكأنها أيام من الجنة.

3 التعليقات:

غير معرف يقول...

كلام جميل
محمود دراز

غير معرف يقول...

نتمنى أن تسود هذه الروح فى كل اللجان الفنية فى كل المحافظات لأن بهذه الروح تزداد المحبه ويزداد العمل جزا الله خيرا القائمين على العمل وسدد خطاهم. وما هذه الدمعات الا نتاج الإخلاص الصافى الذى أدير به اللقاء وتفانى المشاركين فى الجهد لإخراج أفضل ما عندهم.

إدريس يقول...

كم هي جميلة هذه الروح وهذه الأعمال. والأجمل أن تنزل هذه الروح وهذه الأحلام لتتمثل بشرا سويا يشق ظلام الليل لنرى فجرا باسما . وفقكم الله لما فيه خير البلاد والعباد

إرسال تعليق